فضل ليلة النصف من شعبان
الترغيب والترهيب من الحديث الشريف
للحافظ عبد العظيم المُنذري رحمه الله المتوفى سنة ٦٥٦ه
1. وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع
خلقه إلا لمشرك أو مشاحن. رواه الطبراني في الأوسط وابن حبان في صحيحه والبيهقي،
ورواه ابن ماجه بلفظه من حديث أبي موسى الأشعري، والبزار والبيهقي من حديث أبي بكر الصديق رضي
الله عنه بنحوه بإسناد لا بأس به.
2. وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يطلع الله عز وجل إلى خلقه ليلة النصف من شعبان،
فيغفر لعباده إلا اثنين: مشاحن، وقاتل نفس. رواه أحمد بإسناد لين.
3. وعن مكحول عن كثير بن مرة عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال: في ليلة النصف من شعبان يغفر الله عز وجل لأهل الأرض إلا مشرك
أو مشاحن، رواه البيهقي، وقال: هذا مرسل جيد.
4. قال الحافظ: ورواه الطبراني والبيهقي أيضا
عن مكحول عن أبي ثعلبة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يطلع الله
إلى عباده ليلة النصف من شعبان، فيغفر للمؤمنين، ويمهل الكافرين، ويدع أهل الحِقد
بحقدهم، حتى يدعوه. قال البيهقي: وهو أيضا بين مكحول وأبي ثعلبة مرسل جيد.
5. وعن عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ:
قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيْلِ يُصَلِّي فَأَطَالَ
السُّجُودَ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ قُبِضَ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ قُمْتُ
حَتَّى حَرَّكْتُ إِبْهَامَهُ فَتَحَرَّكَ، فَرَجَعْتُ، فَلَمَّا رَفَعَ إِلَيَّ
رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ، وَفَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ، قَالَ: " يَا عَائِشَةُ
أَوْ يَا حُمَيْرَاءُ! أَظَنَنْتِ أَنَّ النَّبِيَّ قَدْ خَاسَ بِكِ؟ "،
قُلْتُ: لا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَكِنَّنِي ظَنَنْتُ أَنَّكَ قُبِضْتَ
لِطُولِ سُجُودِكَ، فَقَالَ: " أَتَدْرِينَ أَيَّ لَيْلَةٍ هَذِهِ؟ "،
قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " هَذِهِ لَيْلَةُ النِّصْفِ
مِنْ شَعْبَانَ، إِنَّ اللَّهَ عز وجل يطلع عَلَى عِبَادِهِ فِي لَيْلَةِ
النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِلْمُسْتَغْفِرِينَ، وَيَرْحَمُ
الْمُسْتَرْحِمِينَ، وَيُؤَخِّرُ أَهْلَ الْحِقْدِ كَمَا هُمْ ". رواه البيهقي
أيضا، وقال: هذا مرسل جيد، ويحتمل أن يكون العلاء أخذه من مكحول.
(الترغيب
والترهيب: كتاب الأدب، الترهيب من التهاجر والتشاحن والتدابر، ج ٣، ص ٢٩٣)
وقال الشيخ العلامة ابن تيمية رحمه الله: وأما ليلة النصف فقد روي في
فضلها أحاديث وآثار ونقل عن طائفة من السلف أنهم كانوا يصلون فيها، فصلاة الرجل
فيها وحده قد تقدمه فيه سلف وله فيه حجة فلا ينكر مثل هذا. (مجموع فتاوى ابن
تيمية: ج ٢٣، ص ١٣٢)
وقال العلامة المحدث أنور شاه الكشميري رحمه الله: هذه الليلة ليلة
البراءة وصح الروايات في فضل ليلة البراءة. (العرف الشذي: ج ١، ص١٥٦)
No comments:
Post a Comment